! يا ترى فعلا كل اللى بيدخلو المصحات العقلية مجانين
! عالم النفس الامريكى ” دايفيد روزينهان ” كان بيعتقد ان نسبة العقلاء داخل المصحات النفسية والعقلية /اكبر بكتير من نسبة المجانين نفسه و ياترى ايه مدى كفاءة الاطباء فى تشخيص الامراض العقلية بشكل صحيح
سنة 1973 قرر ” دايفيد روزينهان ” انه يعمل فريق مكون من 7 أفراد و اللى هو كان واحد من ضمن الفريق دا
- طالب علم نفس فى العشرينات
- 3 من أفضل علماء علم النفس
- طبيب اطفال
- رسام
- طبيب نفسى ” اللى هو دايفيد روزينهان ”
و أطلق على الفريق دا اسم ” المرضى الزائفون ”
اللى حصل ان اعضاء الفريق كانو عاوزين يتأكدو من مدى كفاءة الأطباء فى 12 مصحة متفرقة ، عملو تزوير لهويتهم بمساعدة بعض المسئولين و دا طبعا عشان محدش يكشفهم و تجربة روزنهان تتم .
قبل ما تتم التجربة ” فريق المرضى الزائفون ” اتفقو على بعض الاعراض اللى هيظهروها قصاد الدكاترة عشان يصدقو انهم مرضى عقليين .
و بالفعل بدأ الفريق فى تنفيذ خطتهم و بدأو يتظاهرو بأنهم مرضى عقليين و كلهم أظهرو اعراض مشابهة ” للامراض العقلية ”
و زى ما كان ” دايفيد روزينهان ” متوقع ان الاطباء مش بالكفاءة اللى تخليهم يفرقو بين الزائفون و المرضى العقليين الحقيقيين ، الاطباء فى المصحات النفسية اقتنعو بالخدعة اللى عملها فريق المرضى الزائفون ” فى جميع المصحات و مكتشوفوش ولا واحد منهم .
” ! و مش بس كدا .. دا تم تشخيص حالتهم على انها ” شيزوفرينيا
اللى فات دا مش غريب لان ديفيد كان متوقع كدا ، لكن اللى غريب فعلا ان المرضى العقليين الحقيقين اكتشفو خدعة فريق عمل ” ديفيد روزينهان ” بكل سهولة ، و اتهمو الفريق انهم جواسيس مدسوسين لتسريب اسرارهم .
بس طبعا محدش كان بيصدقهم لانهم فى الاول و فى الاخر مجرد مجانين .. مين هيسمعلهم !
يعنى المرضى اكتشفو الخدعة و الدكاترة معرفوش يكتشفوها و شخصوها على انها شيزوفرينيا
بعد شهرين من دخولهم المصحات ، الفريق مقدرش يتحمل اكتر من كدا ، كانو بيتعرضو لمعاملة قاسية جدا و انتهاك خصوصيتهم اللى كانت بتوصل لمراقبتهم داخل الحمامات !
و قررو انهم يقولو للأطباء ان حالتهم اتحسنت عشان يتم اطلاق سراحهم من المستشفى ، بس الاطباء موافقوش على حاجة زى دى و نعتوهم ب انهم مجانين و طلبو منهم انهم ياخدو الادوية بإنتظام
و هنا بيتقلب السحر على الساحر
اى غلطة كانو هيعملوها كانت هتكلفهم حياتهم عشان كدا قررو يتصرفو بحكمة و الا هيكون مصيرهم الصدمات الكهربائية ، و كان كل ما ييجى معاد الادوية كانو بيرموها فى الحمام عشان محدش ياخد باله .
دخول الفريق للمصحات كان فى غاية السهولة عكس خروجهم منها كان فى غاية الصعوبة
و بعد شهرين فى المصحة بين مئات المجانين ، استطاع المحامى الخاص بهم ان يخرجهم من المصحة بصعوبة بعد ما مضو على ورق بيقول انهم مجانين قد تحسنت حالتهم
فى تصريح لديفد روزنهان بعد خروجه من المصحة :
“لقد قلت للجميع انى سأخرج من المصحة بسهولة سأبقى هناك بضعة ايام فقط ، لا احد كان يتصور انى سأبقى هناك لمدة شهرين ، الحل الوحيد لاخرج من هناك هو ان اتقبل كلام الاطباء و ان اعترف بصحته ، كانو يقولون انى مجنون و كنت اقول نعم انا مجنون لكنى اصبحت افضل ”
نتيجة لتجربة ” ديفيد روزنهان ” اهتزت الاوساط العلمية بعد نشر تقارير كثيرة عن التجربة .
و تم إذاعة خبر كاذب انه هيتم ارسال مرضى زائفون فى كل المصحات العقلية و نتيجة لانتشار الخبر دا ، الاطباء بدأو يعملو تحقيق مع كل مريض جديد فى المصحات العقلية للتمييز بين المرضى الحقيقيين و الزائفون ، و بعد عدة أشهر تمكن الاطباء من اكتشاف 41 مريض زائف من بين 193 مريض .
و كان استنتاج العالم روزنهان كالتالى :
يبدو اننا غير قادرين على التمييز بين الشخص العاقل و المجنون فى المصحات العقلية ، ما الفائدة فى وجودها اذن ، على هذا الاساس ف هى ليست الا مؤسسات للسيطرة على المجانين من خلال الادوية المهدئة و المسكنات ولا تلعب اى دور فى شفائهم بل بالعكس تماما قد تساهم فى زيادة جنونهم .
تجربة روزنهان كانت مصدر إلهام لكتاب كتير و صناع السينيما و اشهرهم اتعمل فيلم
One flew over the cuckoo’s nest