الحرمان من النوم – تجربة نفسية

النوم واحد من الحاجات اللى مفيش إنسان يقدر يعيش من غيرها ده شئ عادى ومش غريب، صحيح بيكون فى أوقات ناس بتقعد فترات كبيرة من غير ما تنام، أو تطبق يومين عشان تشتغل أو أيا كان السبب بس مفيش حد يقدر يعيش من غير ما ينام، لكن إيه اللى ممكن يحصل لو واحد اتحرم من النوم لفترة كبيرة ؟؟!!

فى أكتر من تجربة على مدار التاريخ كانت بتقيس تاثير الحرمان من النوم، منهم تجربة كانت خلال الحرب العالمية الثانية فى كامب إليوت فى كاليفورنيا، واستمرت التجربة تقريباً لمدة يومين، بعد مرور اليوم الأول بدون نوم بدأ يظهر حالة من الهياج بين الناس، وبعد مرور اليوم التانى بدأ يظهر حالات هلوسة.

فانسحب المتطوعين من التجربة الا عدد قليل جدا استمر لحد 90 أو 100 ساعة تقريبا من غير نوم، لكن بدأ يظهر عليهم أعراض مرض الذهان واتوقفت التجربة.

بعدها بفترة فى حدود 15 سنة تقريبا اتكررت التجربة برضو فى معهد تابع للجيش الأمريكى اسمه والتريد فى اشنطن، بس كان بيقيس رد فعل الحرمان من النوم على بعض ردود الأفعال، وكانت النتائج أصعب بكتير.

واحد من كل 5 اتعرضوا للتجربة كان بيقول أنه حاسس بحاجة بتضغط على دماغه جدا كان فى ايدين فوق دماغه بيضغطوا عليه، رغم إن مكنش فى حد منهم لابس كاب أو أى حاجة على راسه، واحد كمان حصله هلوسة وهو بياخد دش واتخيل إن فى خيوط عنكبوت على ايده ووشه وبدأ يحاول يتخلص منها.

لكن إحنا النهارده هنتكلم عن اشهر تجربة للحرمان من النوم وهى التجربة الروسية الأشهر على الإطلاق، أشهر سواء على مستوى التجربة علمياً أو حتى على مستوى الشهرة.

القصة بتبدأ بـ5 علماء روسيين عايزين يعملوا تجربة يعرفوا بيها تأثير الحرمان من النوم، الكلام ده كان تقريبا سنة 1940، قدروا يوصلوا فى اتفاق مع 5 سجناء أنهم هيطبقوا عليهم التجربة وأنهم مش هيناموا لمدة 15 يوم او 30 يوم (مفيش معلومة مؤكدة فى الوقت اللى تم الاتفاق عليه)  فى مقابل إطلاق سراحهم وحريتهم، وتم الاتفاق بالفعل وتم تجهيز أوضة عشان يعملوا فيها التجربة وتم تزويد السجناء بكل حاجة ممكن يحتاجوها فى الفترة دى من أكل وشرب وحتى كتب عشان يقضوا وقتهم.

وتم عزل الغرفة دى تماما مكنش بيوصلها غير الأكسجين وغاز “نيكولاييف” (وده الغاز اللى استخدموه عشان يفضل السجناء صاحيين كل الفترة دى) عن طريق أنابيب ممتدة جوه الغرفة، وكان الطريقة اللى بيتابع بيها العلماء السجناء دول هى عن طريق نافذة زجاجية وميكروفون.

بداية التجربة

بداية التجربة كانت عادية جدا، أول 5 أيام تقريبا مكنش فى أى حاجة، كانت عبارة عن جو اجتماعى بين السجناء وكانوا بيتعرفوا على بعض مش أكتر، لكن بعد كده سلوكهم بدأ يتغير ويبقى غريب، بدءوا يهمسوا فى الميكروفونات مع بعضهم بكلام مش مفهوم، وفى اليوم التاسع واحد منهم فجأة وبدون أى مقدمات قعد 3 ساعات يجرى فى الأوضة ويصرخ لحد ما صوته راح وحباله الصوتية اتقطعت، ومش ده الشئ الغريب … الشئ الغريب فعلا كان إن باقى السجناء معملوش أى رد فعل تجاه الشخص ده.

بعدها بدأ باقى السجناء بحملة تخريب، بدئوا يقطوا الكتب ويتبرزوا فى المكان ويلزقوا ورق الكتب بالبراز ده على النافذة اللى كان بيراقب منها العلماء السجناء عشان يتقطع أهم عامل مراقبة ويبقى الحاجة الوحيدة اللى هتكتمل عليها التجربة هى الميكروفونات.

وفجأة مبقاش فى أى إشارة حيوية فى المكان، هما بطلوا يهمسوا … النوافذ ملزوق عليها الكتب … مفيش صوت .. الحاجة الوحيدة اللى بتثبت إن الناس عايشين إن معدل استهلاك الأكسجين بيقول إنهم لسه عايشين، لكن مفيش أى حاجة تانية بتحصل.

بعد 3 أيام خاف العلماء دول من اللى بيحصل وتم التجهيز عشان يقتحموا الغرفة وقالوا فى الميكروفونات أنهم هيقتحموا الغرفة ومحدش يقاوم وإلا هيضربوه بالنار.

وأخيرا استجاب حد من السجناء للتهديد واتكلم وقال جملة واحدة “لا نريد أحد أن يقوم بالإفراج عنا بعد الآن”، بعدها قطعوا عنهم الغاز وساعتها كانت المفاجاة.

أصوات استغاثة رهيبة جدا، كأنك حرمت مدمن مخدرات عن الجرعة بتاعته، وفى نفس اليوم بليل تم اقتحام الغرفة وكان المنظر بشع جدا.

الأوضة كانت مليانة دم لدرجة إن فتحات الصرف كانت مسدودة، تقريبا مكلوش أى حاجة من الأكل الموجود وكانوا بياكلوا من جسم واحد من السجناء، وكمان كانوا بياكلوا من أجسادهم نفسهم.

معظمهم لو مكنش كلهم كانوا مكشوفين الأعضاء الداخلية، بطونهم كانت مفتوحة والمعدة والرئة كانت شبه ظاهرة بالعين المجردة.

بعد اقتحام الجنود للغرفة كانت فيه كان كل السجناء بيقاوموا وبيهاجموا الحراس باستماتة شديدة رغم اصلا منظرهم كان مثير للشفقة وفعلا مات 2 حراس بسبب الهجوم ده، وبعد ما حجزوا باقى السجناء المتبقيين اللى فضلوا عايشين فى غرفة جديدة واحد منهم عض دراعه وكسره عشان محدش يديله حقنة مخدرة، وواحد تانى اخدوه غرفة عمليات عشان ينقذوه من حالته المذرية لكن فضل يضحك بصوت عالى وهسترية شديدة لحد ما اضطروا يخدروه، ولما خرج من غرفة العمليات كان بيحاول يقول حاجة لدكتور العمليات لكن مش قادر، ولما جابوله ورقة وقلم كتب “استمروا بالقطع”.

باقى السجناء اللى فضلوا عايشين بعد كل ده لما سالوهم ليه كانوا بيئذوا نفسهم جاوبوهم إجابة غريبة وهى “حتى نبقى مستيقظين”.

 

التجربة دى أغضبت الجنرال الروسى المسئول عنها بسبب التعذيب اللى اتعرضله السجناء دول لانهم كان ممكن ببساطة يموتوا بدونه، وفى آخر التجربة كان فاضل سجين واحد وحصله ما يشبه سكتة دماغية وأمر الجنرال واحد من الجنود يدخل يساعده، لكن واضح جدا إن الجو كان مكنش هستيرى بس، كان هيستيرى ومعدى وأصاب الجندى اللى بص للجنرال وضربه برصاصة من سلاحه، وبهدها بص للسجين المتبقى وقاله جملة واحدة “لن يتم حبسى معك” وبعدها ضربه هو كمان رصاصة ومات آخر السجناء.

التجربة دى واحدة من أقسى التجارب الإجتماعية زى تجربة “اختبار سجن ستانفورد” واللى هنتكلم عنها قريب، لكن فى مشكلة فى التجربة الروسية وهى إنها مش موثوقة، مفيش دليل حقيقى يقدر أنها حصلت، بالعكس ناس كتير بتقول أنها قصة مفبركة وقصة رعب تم تاليفها، وبيقولوا إن أول موقع نزل التجربة دى هو Creepy Pasta وده موقع قصص رعب مفبركة مش حقيقية، لكن هتظل موضع نقد وصعب التأكد من صحة التجربة من عدمها.

كاتب المقالة

أحمد جاد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *