4 علامات تدل أن مديرك “سيكوباتي”

العمل من الأمور الهامة جدًا في حياتنا ولا يمكن الاستغناء عنه، لأنه بالطبع المصدر الأساسي لسد احتياجات الحياة، ولكن هل يا ترى المال الذي نجنيه من العمل يكون مقابل ما نفعله من مهام فقط، أم أن بعضه يكون مقابل الأذى النفسي الذي يسببه المدير “السيكوباتي”؟

من هو المدير السيكوباتي؟

دعنا نتفق أن المديرين الأسوياء المحترمين في الأشغال المختلفة ليسوا بالكثير، خاصة في الشركات التي لا تحافظ على حقوق الموظفين وبيئات العمل غير صحية، ولكن ليس كل مدير مسئ هو مدير سيكوباتي، فهناك المدير العصبي أو العنيف، أو أي صفة سيئة أخرى ولكنها لا تعني أنه “سيكوباتي”.

الشخص السيكوباتي هو شخص مضطرب نفسيًا، لديه اضطراب في الشخصية ما ينتج عنه سلوك معادي للمجتمع ومؤذي للآخرين!

ما نسبة أن يكون المدير سيكوباتي؟

من بين كل 100 شخص، يكون منهم شخص واحد سيكوباتي، وللأسف تزيد النسبة في أماكن العمل الكبيرة.

هناك دراسة تقول أن 4% من أصحاب الشركات “CEOs” هو بالفعل أشخاص سيكوباتية، وتصل النسبة تقريبًا للضعف بين المديرين، وهي ذاتها النسبة التي تنطبق على نسبة الشخصيات السيكوباتية من مرتكبي الجرائم.

هذا بالطبع أمر بشع، ولكن دعنا نتكلم في نقطة هامة وهي أن ريادة الأعمال ليست أمر هين، وللأسف يحتاج العامل بها أن يفرغ كل وقته للعمل على المشروع الخاص به وبالتالي يتجنب كل علاقاته الإجتماعية من أصدقاء وعائلة، حتى يكون متفرغًا تمامًا بكل وقته للعمل..

وبالتالي هو يتوقع من كل العاملين فعل مماثل، بسبب خوفه الدائم وقلقه المستمر وحماسه الزائد للمشروع الخاص به، الذي يعني له كل حياته في تلك اللحظة.

ما يترتب عليه قتل الحياة الإجتماعية عند الموظفين أيضًا، ونسبة عالية من تغير الموظفين باستمرار “high turnover”.

كيف أعرف أن مديري سيكوباتي؟

تلك البيئة غير الصحية للعمل، والنظريات التي تضطر المديرين للتصرف بطريقة سيئة أو عنيفة تجعل التفرقة بين المدير السئ أو القاسي مع مرؤوسيه، والمدير السيكوباتي أمر ليس سهل، ولكن يوجد بعض العلامات المميزة الواضحة التي تدل على المدير السيكوباتي، تظهر في الحديث اليومي أو طريقة العمل، حتى أحيانًا الرسائل والإيميلات الخاصة بالعمل.

4 علامات واضحة للمدير السيكوباتي:

1. العدوانية

يتسم المدير السيكوباتي بوجود عجز عاطفي غير مبرر، وهذا يجعل أسلوبه عدائي جدًا في التعامل مع مرؤوسيه، حيث لا يوجد أي تعاطف من جانبه تجاه أي شخص في بيئة العمل.

تحمل طريقة كلامه الكثير من السلبية والعدائية باختلاف الأشخاص الذي يتعامل معهم، فتجده يتحدث مع صديقه كما يتحدث مع زميله في العمل، أو كما يظهر على السوشيال ميديا، دون أي جوانب عاطفية، وبطريقة عدائية جدًا، وهي صفة تثير الريبة.

2. اللغة المعقدة

العجز العاطفي الذي تحدثنا عنه في المدير السيكوباتي يجعل من الصعب أن يتم فهمه، فحتمًا تجد الآخرين لا يستوعبون الأحاديث التي يقولها.

ويظهر هذا بوضوح في إيميلات العمل وطريقة التواصل بالكتابة، تجده يستخدم لغة معقدة بين الكلام ويضيف عبارات غريبة.

3. الكذب

دعنا لا ننكر أن جميعنا كاذبون بصورة أو أخرى، فالأمر العادي والطبيعي أن يكذب كثير من الأشخاص ولا يكون الأمر له علاقة بالسيكوباتية، ولكن المختلف في المدير السيكوباتي ليس الكذب في ذاته ولكن السبب في هذا الكذب.

في الأمور الطبيعية يكذب البعض لحماية أنفسهم من بعض الحقائق، أو عندما يرتكبون أخطاء، وأحيانًا حين يخافون على مشاعر أشخاص يحبونهم، ولكن المدير السيكوباتي يكذب من باب الكذب فقط لا غير، لأن المشاعر التي تصيبه عند التلاعب بالأخرين أو الحكايات المزيفة تجعله سعيد، خداع الآخرين يمثل له متعة.

4. الأنانية

الحافز الذي يقود المدير السيكوباتي هو احتياجاته الشخصية البدائية، فتجده يتكلم عن المال والأكل، وأحيانًا عن الجنس طوال الوقت، أو ما يعادل 90% من محادثاته. هذا بسبب أن حياته كلها تتمحور في مرحلة البقاء على قيد الحياة، وهذا ما يجعله دومًا في أدنى درجات هرم موسلو للإحتياجات الإنسانية، ولا يستطيع التطلع لفوق ولو خطوة واحدة.

تلك العلامات الأربعة هي التي تفرق بين المدير السيكوباتي أو العصبي، أو السئ أو العنيف، أو غيرهم.. بالطبع جميعهم ليسوا أسوياء والأفضل التعامل مع بيئة عمل صحية، ولكن الحالة النفسية التي يضعك فيها المدير السيكوباتي هي أسوأهم، فهو قد يجعل حياتك المهنية لعنة.

ومن الأمور الملحوظة التي يتصف بها المدير السيكوباتي أيضًا أنه دائمًا ما يحيط نفسه بأشخاص تحميه وتدافع عنه وتنقل له الأخبار وكل ما يُقال عنه، فقد تجد أقاربه أو أصدقائه المقربين يعملون معه.

ولكن في نفس الوقت هؤلاء الحماة ليسوا في وضع آمن على الإطلاق، كل ما في الأمر أنهم في صفه في الوقت الحالي، فعندما يتوقفون عن حمايته أو نقل الأخبار له ينتقل كل السخط والعداء تجاههم، وقد ينتهز الفرصة للتخلص منهم.

الخبر السئ أن مثل هذه البيئات لا تتحسن بالوقت، وغالبًا إذا كنت مثابرًا باحثًا عن الإصلاح والتغيير فقد تصاب بالإحباط، الأمر الصحيح في هذه الحالة هو التغيير، ومحاولة اعتبار العمل هو مجرد العمل الذي يسد احتياجات الحياة، والبحث عن مكان صحي آخر يمكنك أن تقضي فيه 8 ساعات من يومك دون أن يؤذي حالتك النفسية أو يجعل حياتك جحيم.

Resources

كاتب المقالة

أحمد جاد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *